هل تساءلت يومًا ما عن طريقة نظر عند الطيور للعالم من حولها ؟ هل هو نفس طريقة النظر التي يمتلكها الإنسان ؟ هل يتمكن الطائر من رؤيتك بوضوح بنفس الطريقة التي تراه بها ؟ هذه الأسئلة الكثيرة تدور في عقولنا وتحتاج إلى إجابات. والآن ، في هذه المقالة سنتعرف على مجموعة من الأنماط المختلفة التي تمتلكها بعض أنواع الطيور ونظرتها لهذا العالم.
إن قدرة تحمل البصر البشري محدودة في 200000 عصب بصري في الملليمتر المربع ، مما يمنحنا القدرة على مشاهدة الأشياء بوضوح واضح. ومع ذلك ، فإن العصافير تفوقنا في هذا الجانب ، حيث بتوفر عصفور الدوري على حوالي 400000 عصب بصري في الملليمتر المربع. ولكن الأمر المدهش يكمن في أن الصقر يفوق الجميع ، حيث يمتلك نحو نصف مليون عصب بصري.
ذات صلة: حقائق لم تكن تعرفها عن هجرة الطيور
يعتبر الاعتماد على حاسة البصر أمرًا أساسيًا عند الطيور ، حيث تتحلى بعيون قادرة على تمييز المسافات بشكل جيد لتجنب اصطدامها بالأشجار. يبرز هذا بشكل واضح في تركيبة مركز البصر في دماغها ، حيث يشكل نصف الدماغ ويعنى بمهارات التصوير والتمييز. بالإضافة إلى ذلك ، يتمتع كل طائر ببصمة خاصة به ، تشبه بصمة يد الإنسان التي لا يمكن أن تتشابه مع أي شخص آخر.
الرؤية عند الطيور
تتميز الطيور بحاسة بصر استثنائية تفوق حاسة الإنسان. بحيث الإنسان يرى الأشياء من خلال زوايا ومربعات محددة ، ولكن الطيور تحصل على صورة متكاملة للمشهد بدون الحاجة إلى أية زوايا أو مربعات محددة. تعتبر هاته القدرة الاستثنائية مهمة للغاية في عملية الصيد التي تعتمد على الدقه والتمييز الكامل للأشياء.
تمتلك بعض أنواع الطيور القدرة المدهشة على التفريق بين الأشياء من مسافات بعيدة جدًا ، حيث يمكنها تجاوز حاسة البصر لدى الإنسان بنسبة تصل إلى ستة مرات.
كيف ترى الطيور العالم ؟
إن عيون الطيور تمتلك نظارات طبيعية تغطي عدساتها ، مما يسمح لها بتحمل وهج الشمس والرؤية بوضوح دون أي تأثير عليها. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب ، فإن هذا الغطاء الشفاف يحمي أيضًا عيونها من دخول الغبار والأتربة.
تتميز الطيور بوجود" الجفن الرامش" ، وهو جفن ثالث شفاف يمكنها أن تتحرك جانبيًا دون أن يحدث أي انقطاع في الصورة عندما ترمش عينها. وبفضل هذه الحركة ، يتمكن الطائر من إغلاق عينيه جزئيًا دون أن يغلقها تمامًا.
تعتبر الطيور التي تغطس في المياه ذات الجفون الرامشة الواقية أثناء الغوص ، حيث يقوم هذا الجفن بدور النظارات لتحمي العيون من أي مخاطر محتملة أثناء الغوص في الأعماق المائية. والطيور هى الوحيدة التي تتفوق على الانسان في رؤية الألوان ، إذ أنها تمتلك رؤية الطيف الفوق بنفسجي الغير مرئي على الاطلاق بالنسبة لنا.
كيف ترى الطيور العالم مقارنة بالإنسان ؟
بفضل تفردها البصري ، تبرز قدرة أعين الطيور التي تتفوق بلا منازع على قدرة عيون الإنسان. فعين الطائر قادرة على إلتقاط 100 صورة في الثانية الواحدة ، مما يوضح تفوقها الفائق في معالجة المعلومات البصرية.
وفالاتجاه الاخر فإن قدرة عين الإنسان تقتصر على إلتقاط 60 صورة فقط ، وذلك في ظروف إضاءة قوية ، بينما لا تتعدى سوى 10 صور تحت الضوء المنخفض. هذه الفروقات العميقة في التحليل والتجهيز بين عيون البشر والطيور تبرهن على وجود اختلافات هائلة بين النظامين البصريين.
ذات صلة: حقائق غريبة عن طائر الفلامينغو
تتمتع العديد من الطيور بقدرة فائقة على الرؤية في الجو وتحت الماء على حدٍ سواء. كمثال على ذلك ، الطائر المنتمي إلى مجموعة Phalacrocorax carbo والذي يمتلك عضلة إضافية حول عدسة عينه والتي تعمل على تعديل شكل العدسة بسرعة استجابة للاحتياجات. يتيح له هذا زيادة حدة تركيز تصل إلى 50 ديوبتر ، وهو أعلى مستوى حدة تركيز يمكن الوصول إليه في عالم الحيوانات.
الرؤية عند الصقور
وفقاً لاستنتاجات العلماء ، يمتلك الصقر القدرة على رؤية فريسته من مسافة تزيد عن كيلومترين ونصف. تعود قوة إبصاره إلى حجم مقلتيه الكبيرة ، كما أن حجم شبكية عينيه التي تلتقط الصور المرئية تعتبر ضعف حجم شبكية عين الإنسان على الأقل.
إضافة إلى ذلك ، يُلاحظ أن شبكية عين الصقر تضم ملايين من خلايا النضر التي تتسم بدقتها وحجمها الصغير. تُبطن الشبكية بنقاط صغيرة من الزيت والتي تتمتع بلون أصفر ، تؤدي هذه النقاط الوظيفة المهمة في حماية أعين الصقر من قوة الضوء وسطوعه أثناء طيارانها عاليًا في الجو.
ومن الجدير بالذكر أن تلك النقاط تقوم بأداء نفس الوظيفة التي يقوم بها مرشح( فلتر) في آلة التصوير ، ولكن بتفردها وخصوصيتها التي تُظهِر الاختلاف والتميز في العمل الذي تؤديه.
الرؤية عند البوم
يعتبر البوم من الكائنات النادرة التي تتمتع بقدرات بصرية استثنائية. فتجد عينيه الواقعتين في الجزء الأمامي من رأسه قد خُلقتا خصيصًا لتمكنه من التحديق في الظلمة المُمتلئة بكل يسر ويسهولة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن البوم قادر على الرؤية في طيف الأشعة تحت الحمراء ، وهذه القدرة هي التي تمنحه رصد جسم الفأر في الظلام الدامس ، حيث يستطيع رصد الأشعة التحت حمراء التي تنبعث من جسم الفأر.
الرؤية عند الديك
تتميز عين الديك عن عين الإنسان بوجود القمع الرابع في شبكية العين ، وهذا الأخير يحتوي على صبغات خاصة تمكن الديك من رؤية الأشعة فوق البنفسجية. وقد أظهرت عدة دراسات علمية أن عين الديك تتفوق على عين الإنسان في تركيبها ، حيث تسمح للديك برؤية الموجات الضوئية في نطاق ما بين 300 و700 نانومتر. بينما يقتصر نطاق رؤية الإنسان على الموجات في نطاق 400 إلى 700 نانومتر.
وهذا يعني أن الإنسان لا يستطيع رؤية الأشعة في النطاق من 300 إلى 400 نانومتر والتي تعتبر ضمن مجال الأشعة فوق البنفسجية ، في حين يمتلك الديك القدرة على رؤيتها بوضوح.