تعتبر الصقور إحدى أنواع الطيور الجارحة، وتتوفر في الطبيعة العديد من الأصناف المختلفة، ومن بينها الصقور الوكرية والشاهين والجير والحر، وتتميز كل صقر من هذه الأصناف بمجموعة خصائص مميزة وفريدة من نوعها، حيث تتباين في بعض السمات. وسنسلط الضوء في هذا المقال على الصقور الحرة ونستعرض بعض النقاط المهمة عنها بشكل مفصل.
أنواع الصقور الحرة
تعتبر الصقور الحرة جنسًا من الصقور الذي يعيش بشكل رئيسي في مناطق شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، كما يمكن العثور عليها أيضًا في شمال الهند وباكستان وإيران. يتميز هذا النوع من الصقور بمهاراتها الفائقة في الصيد والطيران الذي يتجاوز سرعته 200 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها من أسرع الطيور في العالم.
تتميز الصقور الحرة بعدة سمات مميزة تميزها عن غيرها من الطيور، فبجانب قوتها البدنية الهائلة، تتمتع هذه الطيور بوجود انعقاق مميز في طرف المنقار الخاص بها، وهذا يساعدها على الإمساك بفريستها بكل سهولة ويسر. كما تتميز الصقور بأقدام قوية تحتوي على مخالب شديدة الصلابة.
الصقر الحر الأبيض
يعد هذا النوع من الصقور مثالاً حياً وفريداً يمثل الصقور الحرة بشكل مثالي، ويتميز بريش ذو لون فاتح أو أشقر الذي يختلف من صقرٍ إلى آخرٍ، مما يجعله نموذجاً فريداً من نوعه.
تتميز ريش رأس الصقر والمقدمة والصدر بدرجة بياض عالية، حيث يتراوح لونها بين الأبيض الناصع والمائل للبياض. وتتميز هذه المناطق بعدم وجود الكثير من النقاط البنية الملونة، مما يجعلها ملاذاً مثالياً لعشاق صيد الصقور الذين يفضلون الصقور ذات اللون الأبيض النقي.
يبلغ طول جناح الإناث في صقر الحر الأبيض حوالي 40 سم، بينما يزنون حوالي كيلو جرام واحد. وعلى الجانب الآخر، يصل طول جناح الذكور إلى حوالي 36 سم.
الصقر الحر الأحمر
تتميز طائر الصقر الحر الأحمر بتنوع ألوانه المميز، إذ يتمتع بريش بني داكن يغطي منطقة الظهر، بينما تتميز باقي أجزاء جسمه بلون أحمر جذاب ومميز. ومن الملفت للنظر حواف ريشه التي تبرز بألوان فاتحة، مما يضفي على الصقر إطلالة ساحرة ورائعة. وعلاوة على ذلك، فإن رأسه وصدره وبطنه يتميزون بنفس اللون الأحمر الذي يغطي الجسم.
تتواجد طيور الصقر الأحمر في شرق أوروبا، روسيا، العراق، وإيران، بالإضافة إلى سوريا، وهذا النوع يتمتع بنفس مستوى القوة الذي يتمتع به الصقر الأبيض الحر، حيث يتميز كلا النوعين ببنيتهما الجسدية القوية التي تجعلهما قادرين على الصيد بدون أي أخطاء.
الصقر الحر الأدهم
يتميز هذا الصقر، المعروف باسم "الصقر السنجاري"، بلونٍ بني غامق يميل إلى اللون الأسود. ويأتي اسمه من جبال سنجار في شمال العراق، رغم أنه يتواجد بعيدًا عن تلك المنطقة. فيعيش هذا الطائر في مناطق مرتفعة في وسط آسيا، مثل جبال الصين وأفغانستان.
تمتلك هذه السلالة حجماً هائلاً يجعلها تتصدر قائمة السلالات الأكبر حجماً، وتتساوى بالقوة مع الصقور البيضاء والحمراء، مما يجعلها تُعدّ أحد أكثر السلالات إثارةً وجاذبيةً للاهتمام.
الصقر وكر الحرار
يتميز هذا الصقر بأنه نتيجة تهجين الصقر الحر والصقر الوكري، ويتميز بلون بني فاتح على ظهره مع خطوط فاتحة تميل إلى اللون الرمادي والأزرق الفاتح. وتعيش هذه الصقور في سهول روسيا والصين وأفغانستان.
يقوم الصقر الوكري بتصميم وبناء أعشاشه على النتوءات الصخرية أو المنحدرات، كما يختار مواقع مثل المحاجر والمباني والأرض ليستوطنها. بالإضافة إلى ذلك، يلجأ الصقر الوكري في بعض الأحيان للاستفادة من أعشاش مهجورة تابعة لطيور أخرى كبيرة الحجم. وعادة ما يتم توضيب عش الصقر الوكري في شجرة أو على قمة عمود كهربائي.
الصقر الحر الاخضر
يتمتَّع هذا الصقر بملامح فريدة، حيث يتميز رأسه بلون بنيّ مائل إلى الحمرة، بينما يكون لون الذيل والصدر والبطن مائلًا إلى الأبيض النقيّ. كما يتميز قمَّة رأسه بلون أبيض نقيّ مع ترقيطات خفيفة، بينما يتميز الظهر بلون فاتح يضفي عليه مزيدًا من السحر والجمال.
يتم تسمية هذا الصقر بـ "الصقر الأخضر" نظرًا لتميز لونه الفاتح عن باقي أنواع الصقور، على الرغم من عدم وجود لون أخضر حقيقي في جسمه.
يتواجد هذا الصقر في منطقة واسعة تشمل جنوب روسيا وآسيا وأفغانستان، ويتميز بالعيش في بيئات متنوعة ومتعددة الظروف.
الصقر الحر الجرودي الجزئي
تتمتع هذه الفصيلة من الصقور بخصائص مميزة وملفتة للانتباه، فتتميز بالنقاط الكبيرة والواضحة المتمركزة في الجزء السفلي من الظهر، ويتميز جناحها باللون البني الداكن أو الأحمر الجذاب.
الصقر الحر الجرودي الكامل
يتميز الصقر بشكله الفريد الذي يشبه الحر الجرودي الجزئي، ويتضمن ذلك تفاصيل مثل الجزء الجريء والجزء الجزئي، والتي تتميز بالوضوح والتفاصيل الواضحة التي تغطي مساحة واسعة من ظهر الصقر. يتميز لون الصقر بتدرجات بين البني الداكن والأحمر الغامق، بينما يتميز الرأس بالشاحب والنقاط الحمراء، وغالبًا ما يكون الصدر أبيض.
الاخطار التي تواجه الصقور الحرة
رغم أنّ الصقور الحرّة في القارة الإفريقية لا تزال غير مهدّدة بالانقراض على عكس نظيراتها في أوروبا، إلا أن الأنشطة البشرية تمثّل خطراً فوريّاً على هذا النوع من الطيور في الأفريقية. يتمثّل هذا الخطر في سرقة بيوض الصقور من عشّها سواء لتربيتها أو استخدامها كغذاء، إضافةً إلى الصيد الجائر لهذه الطيور، والذي يحدث عندما يقوم الإنسان بصيد طيور أخرى في نفس المناطق التي يوجد فيها الصقور الحرّة.
كما يتعرض هذا النوع من الطيور لخسارة موائلها، وبالتالي ينخفض معدل التكاثر لديها. ومن هنا جاءت أهمية محمية الطيور الجارحة التي تقع جنوب أفريقيا، حيث تعمل المحمية على رعاية الصقور الحرّة المريضة والمصابة، وتعمل أيضاً على تثقيف وتعليم الناس عن قيمة هذا الطائر وأهميته كنوع مهدد بالانقراض.
خصائص الصقر الحر
يتميز بالتحليق على مدار ارتفاعات متعددة تتراوح بين 15 و50 متراً.
تعجّ المساحات الواسعة من السهول والبراري والمناطق المرتفعة التي تصل إرتفاعها إلى 4700 متر.
تتفاوت سرعته في الاندفاع بين نحو 250 كيلومترًا في الساعة، إلى حدود 300 كيلومترًا، حيث تمثل الأخيرة حدًا أقصى للسرعة التي يمكن بلوغها.
تستخدم الطيور أعشاش معينة للعيش فيها، ولا تقوم ببناء أعشاش خاصة بها. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تقوم بالاستحمام بانتظام.
يتميز هذا الفرد بمواصفات استثنائية تميزه عن غيره، حيث يتمتع بمقاومة عالية للظروف الصعبة التي قد يواجهها في الطبيعة، كما يتسم بطبيعة هادئة وخالية من التوتر.